administrator عضو
عدد المساهمات : 165 الرتبه : 1 تاريخ التسجيل : 15/10/2009 العمر : 37 الموقع : www.PaNo.DaRkbb.COM
| موضوع: المأساة المنسية 21/10/2009, 6:11 am | |
| - موضوع بتمنى الجميع يقرأه ويفهمه
المأساة المنسية
28/8/2007
الإعلام ساحر العصر ودجاله ، يجعل من الضحية جلاداً ومن الجلاد ضحية ، ويحول الحق إلى باطل والباطل إلى حق ، كل هذا يحدث في ظل حكم العم سام للعالم ؛ وأود في الأسطر القادمة أن ألقي الضوء على مأساة تناساها العالم كله إكراماً لفرعون العصر العم سام ، هذه المأساة كان المجرم فيها الآباء المؤسسون للولايات المتحدة ، والضحية فيها الهنود الحمر ، وممنوع على أحد أن يتكلم في هذه المأساة إكراماً للعم سام ؟!. بداية المأساة ؟: عام 1620 هو العام الذي لن ينساه أبداً الشعب الهندي الأحمر ؛ لأنه يمثل بالنسبة إليهم بداية المأساة الحقيقية لشعب تعرض لإبادة لم يعرف التاريخ لها نظيراً ، ففي ذاك العام وتحديداً يوم الخميس الرابع من تشرين الثاني ؛ وصلت سفينة هؤلاء البروتستانت إلى شواطئ مدينة هندية أطلقوا عليها فيما بعد اسم بليموث تيمناً بمدينة بليموث البريطانية التي أبحروا منها ( وبليموث الجديدة تقع اليوم في ولاية "مساشوستس" الأمريكية ) فكان الإنكليز الذين تحملهم هذه السفينة هم أول مجموعة بشرية إنكليزية بروتستانتية ، تصل إلى شمال القارة الجديدة قادمة من القارة الأوربية . وصل هؤلاء الإنكليز الرواد بحالة يرثى لها إلى شواطئ ساحل رأس الكود ثم أطلقوا عليه ( بليموث الجديدة ) ؛ بعد تيه في البحر استمر طويلاً مات على إثره عدد لا بأس به منهم ، فقد أودى الجوع والبرد بحياة عدد من هؤلاء المغامرين ، ولولا مروءة وشهامة وكرم الهنود الحمر من أبناء شعب ( وامبانوغ ) الذين كانوا يعيشون في هذه المنطقة لما استطاع البيض أن يسكنوا هذه القارة ، إذ آوى الهنود الحمر هؤلاء المغامرين وداووهم وأطعموهم وعلموهم بعض فنونهم ، وعندما بدؤوا بالاستقرار في تلك القارة أخذوا يطلقون على كل مكان يستوطنون به اسماً من الأسماء التي أطلقها بنو إسرائيل على الأماكن التي دخلوها في فلسطين ، فقد أطلقوا على القارة الجديدة ( إسرائيل الجديدة ) وأرض الميعاد البديلة ، وشبهوا خروجهم من إنكلترا بخروج بني إسرائيل مع موسى من مصر وضياعهم في البحر بتيه بني إسرائيل في سيناء ، كما شبهوا التاج البريطاني بفرعون مصر ، وعبورهم للمحيط بعبور بني إسرائيل للبحر ؟؟!!. وهناك في القارة الجديدة لا يزال الأمريكان إلى يومنا هذا يقدسون تلك الصخرة التي وطئتها أقدام أسلافهم الحجاج أو الرواد (بايونيرز) ويعتبرونها صخرة مقدسة ؛ وهي الآن تحاط في مدينة بليموث بأعمدة المرمر وترفرف فوقها الأعلام الأمريكية ؛ كما يحتفلون كل عام بالتاريخ نفسه الذي نجا فيه هؤلاء المغامرون ويسمون ذلك العيد بـ (عيد الشكر) حيث يشكرون الرب على نجاة ووصول الحجاج البروتستانت إلى أرض الميعاد الجديدة . وبدلاً من أن يردَّ هؤلاء الإنكليز الجميل للهنود الحمر الذين أنقذوهم من هلاك حقيقي ما أن تعافوا حتى غدروا بهم ؛ وقتلوهم بطريقة بشعة ، وقاموا بإبادة شعب وامبانوغ لذلك أصبح عيد الشكر عند الهنود الحمر ذكرى للجحود والغدر الذي قوبلوا به من قبل الإنكليز البيض . وكان عام 1623 قد شهد أول عملية غدر ؛ وإبادة قام بها الإنكليز القادمون من وراء البحار بالهنود الحمر ؟! حيث قاموا بسلخ جلودهم واعتبروا قتلهم والتمثيل بهم قربة إلى الله ؟! وشبهوا الهنود الحمر بالكنعانيين العرب في فلسطين الذين أمرهم الله بقتلهم ؟؟!!. ومن أهم ما يميز الأمريكان منذ وجودهم على أرض تلك القارة إلى يومنا هذا ؛ أنهم يمارسون الكذب والتزييف وتحريف التاريخ بصورة مفضوحة ؛ ففي كل المدارس الابتدائية الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية يتعلم الأطفال الذين يدرسون فيها ؛ أن جورج واشنطن أول رئيس أمريكي بعد ما سُمي بالاستقلال ؛ هو أحد الآباء العظام المؤسسين للإمبراطورية الأمريكية التي أصبحت اليوم أكبر وأقوى وأعظم إمبراطورية ؛ عرفها التاريخ البشري المكتوب ؟!. كما يتعلم الأطفال أن جورج واشنطن هو من اختار موقع العاصمة الأمريكية واشنطن ؛ وسُميت باسمه ؛ بعد أن عانى طويلاً حتى وجد هذه الأرض البكر المفتوحة على نهر ( أوهايو ) الذي يشقها إلى نصفين ، ليقيم فوقها أول مدينة للبيض البروتستانت القادمين من أوروبا ؟!. ولكن الحقيقة خلاف ذلك ؟؟. الحقيقة والفضيحة ؟: الحقيقة تقول : إن واشنطن تقبع فوق مدينة أخرى ، هذه المدينة التي مسحها من وجه التاريخ والجغرافية الرجل الأبيض القادم من خلف المحيط الأطلسي ؛ وقتل أهلها ودمرها تدميراً هي مدينة ( نَكَان شَتَنكة ) حيث كانت هذه المدينة مركزاً تجارياً لشعب ( كونوي ) مما سُمي فيما بعد بالهنود الحمر وفي غفلة من التاريخ استطاع جورج واشنطن وعصابته من الإنكليز القادمين من خلف البحار ؛ أن يبيدوا هذا الشعب ، ويدفنوا أهله في مقابر جماعية ؛ ويدمروا بيوتهم وأسواقهم ، ليبنوا على أنقاض مدينة نَكَان شَتَنكة الهندية ما تسمى اليوم واشنطن عاصمة الإمبراطورية الأمريكية السوبر عظمى . وتبين دراسات الباحثين في تاريخ الولايات المتحدة ؛ ومأساة الشعب الهندي الأحمر أن ( جورج واشنطن ) الذي يفتخر به الشعب الأمريكي وتزين صورته الدولار الأمريكي كان مجرم حرب ؛ وارتكب جرائم بشعة بحق الإنسانية ففي عام 1779 أصدر أوامره إلى الجنرال ( جون سيلفان ) بأن يحول بيوت الهنود الحمر إلى مدافن لهم وأن لا يقبل بأي تفاوض معهم وكان يعلل جرائمه بقوله : إن طرد الهنود من أوطانهم بقوة السلاح لا يختلف عن طرد الوحوش المفترسة من غاباتها . بعد نهاية هذه الجريمة بعث ( سيلفان ) إلى ( جورج واشنطن ) رسالة يؤكد له فيها بأنه حول مراتع الهنود الحمر إلى أطلال مهجورة . ومن شدة الرعب الذي بثه في نفوس الهنود أطلق هنود ( السينيكا ) على جورج واشنطن مؤسس أمريكا وأحد الآباء العظام في التاريخ الأمريكي اسم ( هدام المدن ) فبموجب أوامره تم تدمير (28) مدينة لهنود (السينيكا) من أصل ( 30 ) في مدة لا تتجاوز الخمس سنوات حتى أن أحد زعماء (الأروكوا ) قال لجورج واشنطن في لقاء معه عام 1792 : عندما يُذكر اسمك تلتفت نساؤنا وراءهن مذعورات ، وتشحب وجوههن . أما أطفالنا فإنهم يتعلقون بأعناق أمهاتهم من الخوف . واشنطن الموت : لقد أثبتت البحوث الأثرية والدراسات التاريخية أن واشنطن بُنيت على جماجم وعظام وأجساد المقتولين من أبناء مدينة ( نَكَان شَتَنكة ) من الهنود الحمر ، تقول هذه الدراسات : إن الرجل الأبيض قد قتل من الهنود الحمر عشرات الملايين ، حتى يقيم فوق جماجمهم وأجسادهم أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ البشري المكتوب . وربما لم يعرف التاريخ البشري دولة اشتهرت بالحروب والقتل والدمار في تاريخها كالولايات المتحدة ، فهي دولة تأسست على الإرهاب والقتل والإبادة ابتداءً من إبادة شعب كامل من الهنود الحمر وانتهاءً بما فعلوه في العراق مهد الحضارات ، وقد تضاربت الأقوال في عدد الذين أبيدوا من الهنود الحمر ؛ فقد ظلت مؤسسة ( سميشونيان ) الثقافية تصر على أن عدد الهنود الحمر لم يتجاوز مع وصول كولومبس المليون نسمة ، ومع تزايد الاحتجاجات زادت تلك المؤسسة عددهم إلى ملونين ؟. إلا أن ( فرانسيس جننغر ) الرئيس السابق للجمعية الأمريكية للدراسات العرقية والمدير السابق لمركز الهنود الحمر الأمريكيين ومؤلف كتاب اجتياح أمريكا قال عن تقديرات (سميشونيان) العشوائية : إنها ذات طابع عنصري ؛ وبُنيت على افتراضات زائفة . وفي الخمسينيات من القرن السابق بدأت جامعة كاليفورنيا في بيركلي تعتمد على ما يمكن تسميته بعلم الآثار الزراعي ، فخلصت إلى أن عدد الهنود الحمر وقت وصول كولومبس كان يزيد على المائة مليون نسمة وتوصل الباحث ( هنري دوبينز ) في كتابه ( أرقامهم التي هزلت ) إلى أن العدد كان في حدود ( 112 ) مليون هندي أحمر . (1) وهناك أدلة دامغة تثبت ما فعله البيض الإنكليز من إرهاب وإبادة وجرائم بشعوب الهنود المساكين ، ففي عام 1975 وفي عهد الرئيس الأمريكي الأسبق ( جيرالد فورد ) طلب هذا الرئيس بناء مسبح له في حديقة البيت الأبيض للترويح عنه ، وعندما قاموا بحفر الحديقة فوجئوا بوجود جماجم وعظام بشرية ، وعندما قام علماء الآثار بدراستها تبين لهم أنها تعود لشعب ( الكونوي ) وهو من شعوب الهنود الحمر ، وعندما توسعوا في الحفريات وجدوا ما بين البيت الأبيض والكونجرس مقلعاً صابونياً ، كان يُستخدم من قبل حرفيي الهنود الحمر من شعب (الكونوي) إذ يصنعون من هذا المقلع الأطباق والقدور والجرار والغلايين وكانت تلك الكشوفات من أكبر فضائح الإبادة الجماعية التي قام بها البيض تجاه الهنود الحمر ، وتم ردم هذه المقبرة الجماعية والتغطية على هذه الجريمة الأمريكية ؟!. وتبين للجميع أن جورج واشنطن عظيم الولايات المتحدة ، قد قضى حياته في قتل الهنود الحمر وإبادتهم والاستيلاء على أوطانهم ، وقد بنى ثروة طائلة من بيع هذه الأراضي والمضاربة بها ، وأن العاصمة واشنطن وبيتها الأبيض ؛ قد بُنيا على أنقاض مدينة ( أنكان شتنكة ) وجثث الهنود الحمر من شعب الكونوي (2). ويقول من أرخ لتلك البقع الجغرافية من القارة الأمريكية : إن هناك مدناً وشعوباً هندية كثيرة أبيدت بالكامل وتقدر بـ ( 400 ) شعب وثقافة من شعوب وثقافات الهنود الحمر؟!، أما الناجون من الهنود الحمر ؛ فقد فروا من المذابح باتجاه الجنوب ليقيموا في جزر وتجمعات صغيرة ؛ وسرعان ما لحق بهم البيض ليكملوا إبادتهم ، وقد علق بعضهم على هذه الإبادة الجماعية لشعوب الهنود الحمر قائلاً : إن جورج واشنطن قد ارتكب الجريمة الكاملة ؟. شرعنة الإرهاب الأمريكي : إن إبادة الهنود الحمر بهذه الصورة البشعة اعتبرت عملاً شرعياً تقربوا فيه إلى الرب ، لأن كل شعب أو أمة تقف عائقاً أمام تحقيق نبوءات التوراة فهي تقف عائقاً أمام الإرادة الإلهية ؛ لذلك يجب قتلهم ، فرواد البروتستانتية الذين قدموا من أوروبا روجوا أن القارة الجديدة المكتشفة ( أمريكا الشمالية ) هي أرض الميعاد الجديدة التي عوضهم الرب بها بدلاً من فلسطين التي نقض الإسرائيليون عهدهم مع الرب فيها ؟!. وهذا ما يؤكده تصريح الرئيس الأمريكي الأسبق (جون أدامز) إذ قال : إن عهد هؤلاء الحجاج البروتستانت عوض عهد الإسرائيليين القدامى في فلسطين الذي نقضوه مع الرب ؟!. ويتحدث البروفسور ( جيمس موني ) عالم الإنسانيات عن مشهد إجرامي قام به البيض تجاه الهنود الحمر فيقول : تحت ركام الثلج كان هناك نساء على قيد الحياة ؛ لكنهم تركوهن للموت البطيء ؛ وكذلك حال الأطفال الرضع المقمطين والمرميين إلى جانب أمهاتهم ، كانت جثث النساء متناثرة فوق محيط القرية ، وتحت علم الهدنة كانت هناك امرأة صريعة ومعها طفلها ؛ لم يكن الطفل يعرف أن أمه ميتة ، ولهذا كان يرضع من ثديها . ولقد بيَّن الأستاذ منير العكش غدر الرجل الأبيض بالهندي الأحمر قائلاً : خلال عودة القديسين من حملة إبادة هنود ( النارغنستس ) في عام 1637 بقيادة الكابتن ( جون انديكوت ) كانوا في أوج النشوة ؛ فأرادوا التحرش بهنود ( البيكو ) والتسلية بقتلهم ، ويروي شاهد عيان من البيض أن ( البيكو ) عندما رأونا على شواطئهم أسرعوا للترحيب بنا وهم يهتفون : أهلاً بالإنكليز ، أهلاً بالإنكليز . ولم يكن يخطر ببالهم ما نعده لهم ، وعمَّ الترحيب والتهليل ومظاهر الفرح بوجودنا في كل مكان حتى وصلنا إلى نهر بيكيت وهناك مع سقوط أول قتلاهم ، أدرك الهنود باستغراب شديد سبب وجودنا ، فهجروا قراهم وفروا إلى الغابات القريبة ونزل الإحباط بالجنود ، فراحوا يحرقون القرى والحقول ويتلفون المحاصيل . (3) وما فعله الحجاج أو الرواد المتطهرين الذين هم الطليعة التي شكلت ما سُمي فيما بعد بشعب الولايات المتحدة ؛ يبين لنا أن هذا الشعب نشأ على الإرهاب والغدر والقتل ؛ ويروي من تبقى من الهنود الحمر قائلين : إن الحكومات الأمريكية وقعت ( 371 ) معاهدة مع شعوب الهنود الحمر خرقتها كلها ؛ ولم تحترم واحدة منها . وقد نشرت مجلة الأمريكيين الهنود في العدد الأول لها عام 1977 تقريراً قالت فيه : إن نهب ثروة هؤلاء التعساء التي تتدفق بالمليارات على مصارف أمريكا ، وتمدُّ اقتصادها بالقوة وتخلق الملايين من فرص العمل المحرمة على الهنود ؛ تعتبر من أنجع الوسائل الحديثة وما بعد الحديثة لإبادة الهنود الحمر . وقد وصف ( وورد تشرشل) أحد المفكرين في الحركة الهندية المعاصرة الولايات المتحدة : إن الولايات المتحدة من أكثر الأنظمة تطوراً وإحكاماً على وجه الأرض وإن الولايات الاستيطانية في كل أنحاء أمريكا (الشمالية ) تنتهج سياسة إبادة الشعوب الأولى . وكان ( وليم براد فورد ) حاكم مستعمرة ( بليموث ) يرى أن نشر هذه الأوبئة بين الهنود عمل يدخل السرور والبهجة على قلب الله ؛ حيث قال : مما يرضي الله ويفرحه أن تزور هؤلاء الهنود وأنت تحمل إليهم الأمراض والموت هكذا يموت ( 950 ) من كل ألف منهم ، وينتن بعضهم فوق الأرض دون أن يجد من يدفنه ، إن على المؤمنين البيض أن يشكروا الله على فضله هذا ونعمته ؟؟!!. (4) ثم يعود ( وليم براد فورد ) ليشرعن جريمته ، ويمنحها بعداً إلهياً حيث يبين أن الله أرسل الأبيض البروتستانتي في مهمة مقدسة إلى القارة الأمريكية ليكتشف الهنود ويقتلهم فيقول : ظن هؤلاء الشياطين أن بعدهم عن العالم سينقذهم من الانتقام ؛ إلا أن الله استطاع أن يحدد مكانهم ويكتشفهم ، وأرسل قديسيه الأبطال من إنكلترا وأرسل معهم بعض الأوبئة القاتلة التي طهرت الأرض منهم . ويقول المؤرخون : كان الإنكليز يقتلون الهنود الحمر ،وهم على قناعة كاملة بأنهم عبرانيون أعطاهم الله تفويضاً بقتل الكنعانيين ؟!. كما استطاعت الولايات المتحدة عبر ثعالبها ومن خلال الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض ؛ أن توجد طبقة من الهنود الحمر تقبل بالوضع الذي فرضه الرجل الأبيض ، وتخلت عن حقها التاريخي والوطني في أرضها وأصبحت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تسبغ عليهم الألقاب ، وتعطيهم الامتيازات والاستثناءات مقابل أن يتنازلوا عن حقوق الشعب الهندي ، كي لا يبقى للهنود حق شرعي يتمسكون به ومن الطرائف أن الهنود كانوا يسمون هذه الفئة التي خانت أمتها بالتفاح لأن ظاهرها أحمر وباطنها أبيض وهذه الطبقة التي خانت تاريخ أمتها ، وتهاونت في حقوق شعبها ، لا تختلف كثيراً عن تلك الطبقة الفاسدة التي أوجدها الصهاينة في السلطة الفلسطينية ؛ التي أخذت تقدم التنازل تلو التنازل للصهاينة من فلسطين المقدسة !!. الإرهاب والغدر الأمريكي ؟ : لم يعرف التاريخ دولة اشتهرت منذ تكوينها الأول بالإرهاب والقتل والإبادة ، والتعطش لدماء الآخرين كالولايات المتحدة ، فهي دولة بدأت تاريخها بالغدر والخيانة والإرهاب ، وقانون حركة التاريخ البشري ؛ وسنة الله ( في كونه ؛ تؤكد أن المقدمات الخاطئة ستؤدي إلى نتائج خاطئة ، يتحدث المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي عن عشق الشخصية الأمريكية للإرهاب فيقول : استقر في أعماق شخصيتنا استخدام العنف والإرهاب ، ففي عام 1818 حيا الرئيس ( جون آدامز ) المفعول الناجح للإرهاب في التعامل مع جحافل الهنود والزنوج عديمي الولاء ، كتب ذلك ليبرر هياج الرئيس ( آندرو جاكسون ) في فلوريدا والذي أباد السكان ووضع الإقليم الأسباني تحت سيطرة الولايات المتحدة ، الأمر الذي كان له أطيب الأثر لدى ( توماس جيفرسون ) وآخرون و عدوه مثالاً للحكمة ، أعتقد من وجهة نظر قانونية أن هناك ما يكفي من الأدلة لاتهام كل الرؤساء الأمريكيين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، بأنهم مجرمو حرب . (5) لم يمض على وجود هؤلاء الإنكليز في القارة الأمريكية سنتان ؛ حتى بدأوا بالغدر بمن آواهم وعطف عليهم من الهنود الحمر وكيف لا يحدث هذا الغدر منهم ، وهم جاؤوا ليقيموا إسرائيل الجديدة في أرض الميعاد الجديدة ، وفي أدبيات هذا الفكر الاستئصالي يجب أن لا يشاركهم أحد في المكان ولا في الثروة ؟!. وعندما دخل معهم الزعيم الهندي ( تشيسكياك ) في مفاوضات دعاه الإنكليز مع الوفد الذي كان معه إلى وليمة ليشرب معهم نخب الصلح ، ولكن لأن الغدر بالآخر سلوك تربوا عليه ، وضعوا السم في الشراب ، فقتلوا الزعيم الهندي ومرافقيه والذين قدر عددهم تقريباً بـ ( 200) نسمة . ومن هنا بدأت مرحلة إبادة الشعب الهندي الأحمر لتحقيق المبدأ التوراتي ؛ المتمثلة بتبديل شعب مكان شعب وثقافة مكان ثقافة فأبادوا شعب ( الكونوي ) ودمروا مدينتهم ( نكان شتنكة ) وبنوا بدلاً منها واشنطن عاصمتهم ، ثم أبادوا شعب ( وامبانوغ ) الذي أحسن للحجاج الأوائل وأنقذهم من الموت ، ودمروا مدينتهم ، ليقيموا على أنقاض بيوتها وجماجم أهلها مدينة ( بليموث الجديدة ) ؛ وقدر الأستاذ منير العكش الخبير في تاريخ أمريكا أن عدد الشعوب التي أبادها الإنكليز الرواد بحدود ( 400 ) شعب وثقافة ؟؟!!. الأمريكان أول من استخدم الأسلحة الجرثومية ؟ كان الأمريكان إذا ما واجهوا مدينة هندية ذات عدد كبير ومحصنة حاصروها وأحكموا حصارها ؛ كي لا يفر منها أحد ، ثم يبدؤون بإبادة أهلها بالأسلحة الجرثومية ؟!. فقد ثبت عملياً أن الولايات المتحدة أول دولة استخدمت مثل هذا السلاح اللاإنساني ولذلك حينما اكتشفت ظاهرة الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة إبان العدوان الأمريكي على أفغانستان عام 2002 أصيب المجتمع الأمريكي بحالة فزع وهلع شديدين وهذا يعود لما سمعوه من أسلافهم الأوائل عن استخدام هذا السلاح الجرثومي ضد الهنود الحمر ؟!. وتقول الروايات التي تناقلها الهنود الحمر ؛ وتكلم عنها المؤرخون لتلك الأحداث : إن الإنكليز كانوا يحاصرون المدن الهندية ، وإذا ما ظهرت منهم مقاومة شرسة ؛ بدؤوا بقذف جيف الحيوانات النافقة وجثث القتلى بالمجانيق على تجمعات الهنود ، وكانت هذه الجثث غالباً ما تحمل جرثومة الجدري الناتجة عن تفسخ هذه الجثث ، وكان الأمريكان يسمون من يقوم بهذا منهم بـ ( الزنابير ) وهي كلمة تجمع الأحرف الأولى من ( البيض الأنجلو سكسون والبروتستانت ) وهذا اصطلاح لا يزال معروفاً في الولايات المتحدة ؟!. ويفضح الباحث الأمريكي ( هوارد سيمبسون ) دور الحرب الجرثومية في التاريخ الأمريكي ؛ وكيف ساعدت الرجل الأبيض في بسط سيطرته على القارة الأمريكية فيقول في كتابه ( Invisible Armies ) : إن المستعمرين الإنجليز لم يجتاحوا أمريكا بفضل عبقريتهم العسكرية أو دوافعهم الدينية أو طموحاتهم أو وحشيتهم ، بل بسبب حربهم الجرثومية التي لم يعرف لها تاريخ الإنسانية مثيلاً . وقد ظهرت وثيقة تؤكد وحشية وإرهاب الأمريكيين ضد الشعب الهندي إذ تقول هذه الوثيقة : كتب القائد الإنكليزي اللورد ( جفري إمهرست ) عام 1736 أمراً إلى الكولونيل ( هنري بوكيه ) يطلب فيها إجراء مفاوضات سلام مع الهنود الحمر ؛ ويهديهم بعد ذلك بطانيات مسمومة بجرثومة الجدري ، والسبب كما قالت تلك الوثيقة ، وجاء على لسان اللورد (جفري إمهرست) : لاستئصال هذا الجنس اللعين !. فأجابه (بوكيه) : سأحاول جهدي أن أسممهم ببعض الأغطية الملوثة التي سأهديها إليهم ، وسأتخذ الاحتياطات اللازمة حتى لا أصاب بالمرض . وتم فعلاً نشر هذا الوباء بين أربعة شعوب هندية ، وذهب ضحية هذه الجريمة أكثر من مائة ألف هندي أحمر ؟!!. وحاول صناع القرار في أمريكا أخفاء هذه الوثيقة التي اكتُشفت في الثلاثينيات من القرن الماضي واستطاع الكاتب ( آلن ستيرن ) اكتشافها مرة أخرى ؛ ونشرها في كتابه ( تأثير الجدري على مصير الهنود الحمر ) إلا أن الكتاب اختفى من الأسواق ، ولم يُذكر في فهارس مكتبة الكونجرس . وهناك وثيقة أخرى تؤكد أن الفعل ذاته تكرر مع شعب (المندان) الهندي يوم 20 حزيران 1837 ؛ وراح ضحيته قرابة (100) ألف من الهنود الحمر . وبعد خمسة عشر عاماً بحث الأمريكان عن وسيلة للقضاء على هنود كاليفورنيا ؛ حيث وُجِدت وثيقة أخرى في صحيفة ( دايلي إلتا ) الصادرة بتاريخ 6 / 3 / 1853 تقول : إن الهنود في كاليفورنيا جاهزون للذبح والقتل بالبنادق أو بالجدري وهذا ما نفعله الآن ؟!!. وصنف الباحث (هنري دوبينز ) في كتابه (أرقامهم التي هزلت) أنواع الحرب الجرثومية التي تعرض لها الهنود الحمر ؛ وقام البيض بإبادتهم فيها ؛ منها : (41) جدري (4) طاعون ( 17 ) حصبة (10) أنفلونزا (25) سل ودفتريا وتيفوس وكوليرا . وقد كان لكل من هذه الحروب الجرثومية آثار وبائية شاملة تجتاح مساحات شاسعة من الأراضي من فلوريدا في الجنوب الشرقي إلى أورغون في الشمال الغربي . وهذا ما أثبتته الوثائق التاريخية التي تحدثت عن ( جون ماديسون ) الذي أسس قواعد مستعمرة ( كونتيكت ) وكتب ( التاريخ الوجيز لحرب البيكو ) وكان يعتقد أنه رسول العناية الإلهية إلى أرض كنعان الفارغة . إرهاب فريد من نوعه ؟: أخذ الأمريكي يتفنن بقتل الهندي الأحمر ، وكان يتلذذ بقتله ، حيث كان يسلخ جلده ثم يجففه لخلطه بالتبغ الذي يدخنه ليصبح أفضل نكهة !. واستخدم الأمريكان الأعضاء التناسلية لذكور الهنود كأكياس للتبغ ، وأصبح كيس التبغ المصنوع من الأعضاء التناسلية للهندي الأحمر علامة على رجولة وفروسية الرجل الأبيض ؟؟!!. ويروي المغامر ( لويس وتزل ) الذي يعتبر من أبطال التاريخ الأمريكي أن غنيمته من فروات رؤوس الهنود كانت لا تقل عن أربعين فروة في الطلعة الواحدة وأصبح الإنكليزي يتباهى بملابس صيده وأحذيته المصنوعة من جلود الهنود وفي شهادته أمام الكونغرس تحدث الجندي ( آشبري بيرد ) فقال : عدد الضحايا يترواح بين 400 و 500 تعرضوا لسلخ فروات رؤوسهم كما شاهدت جثثاً مقطعة تقطيعاً فضيعاً وعدداً من الجماجم المحطمة إنني لم أرَ قتيلاً واحداً لم يُسلخ رأسه ...كما رأيت عدداً من الجثث وقد قطعت أعضاؤها التناسلية . (6) ويؤكد الباحث ريتشارد درنيون في كتابه الوثائقي Facing west قائلاً : إن الإنكليز كانوا يسلخون فروة رأس الهندي وهذه الثقافة جاءوا بها من معاركهم مع الإيرلنديين .وقد رصدت المحكمة العامة في ماساتشوستس مكافأة نقدية لكل مستوطن يأتي بفروة رأس هندي وكانت المكافأة كما يلي : ( 50 جنيهاً ) للمستوطن العادي . ( 20 جنيهاً ) لرجل المليشيات . (10 جنيهات) للجندي . ثم تم تعميم هذه الجائزة على باقي المستعمرات الأمريكية ؛ وفي عام 1704 أصبحت المكافأة (100) جنيه لكل فروة رأس ، وكانت هذه الجائزة تعادل أربعة أضعاف متوسط الدخل السنوي للمزارعين . ومن هذا الإرهاب وهذه الجريمة القبيحة تكونت ثروة الأمريكان ؛ إضافة لما سلبوه من الهنود ؛ وما استخرجوه من أراضيهم ، ولك أن تعلم أن الرئيس الأمريكي ( آندرو جاكسون) الذي تزين صورته القطعة النقدية من فئة العشرين دولاراً ؛ كان يعشق التمثيل بجثث الهنود ؛ وقد مثل في أحد معاركه معهم بتاريخ 27 / 3 / 1814 بجثث ( 800 ) هندياً وقطَّع أنوف الهنود الحمر لإحصاء عددهم ؛ كما سلخ جلودهم لدبغها ؟!. تجدد المأساة ؟!: بحلول القرن العشرين لم يبق من الشعب الهندي الذي كان يبلغ تعداده قرابة ( 120 ) مليون نسمة إلا ربع مليون هندي ، وبحلول الستينيات تكاثروا قليلاً ليصبحوا قرابة المليون هندي ، فاستخدم مجرمو الولايات المتحدة طريقة جديدة لإبادتهم ، فقد اكتشفت الطبيبة الهندية ( كوني أوري ) في منتصف السبعينيات بالمصادفة أن هناك عمليات تعقير منظمة تتم على نساء الهنود الحمر ، ووجدت أن أكثر 30% من نساء شعب ( نافاهو ) وكلهن دون الثلاثين من العمر ؛ قد تعرضوا لعمليات تعقير جماعية دون أن يعلموا ، ورغم تعتيم الحكومة الأمريكية على هذا الأمر إلا أن وزير العدل السابق ( رمزي كلارك ) أثار هذه القضية ، كما آثار أيضاً الإبادة الجماعية التي مارستها الولايات الأمريكية في العراق ؟. ولم يكتفِ الأبيض الأمريكي بهذه الأنواع من الإبادة ليتخلص من الهندي الأحمر ، بل مارس الرحماء منهم طريقة أقل وحشية من القتل بالحرب الجرثومية ، إذ كانوا يحاصرون المدن الهندية ؛ ويمنعون عنها الماء والطعام حتى يموت أهلها كلهم ؟؟!!. تلك هي بعض من مأساة تناساها العالم المتحضر ؛ وقعت على شعب مسكين مسالم هو شعب الهنود الحمر ، وتلك هي أمريكا حاملة لواء حقوق الإنسان ، وداعية الديمقراطية الحديثة ، وهؤلاء هم آباؤها المؤسسون ، فهل عرفنا مع من نتعامل ، ولماذا فعلوا تلك الجرائم في العراق بلا رحمة ، وأن مأساة سجن أبي غريب لم تكن غلطة غير مقصودة . إن معرفة تاريخ الولايات المتحدة واجب على كل حر وعربي ومسلم ليعرف سر هذا العداء الأمريكي واللا إنساني للعروبة والإسلام والإنسانية ؟؟؟؟!!!!. أحمد الرمح ان كنت لا تريد ان تقرا ما لا تحب عمرك ما ستتعلم
| |
|